استمارة البحث

القسم 3: بناء الأهداف

  • ما هي الأهداف؟
  • لماذا يجب أن نبني الأهداف؟
  • متى يجب أن نبني الأهداف؟
  • كيف نبني الأهداف؟

"ما الذي نحاول إنجازه؟ نحو أيّ أهداف تتوجّه جهودنا؟"

كم من مرّة رأينا في مجتمعنا المحلّي، أو جماعتنا، أمراً لا نحبّذه، ولكنّنا لسنا متأكّدين من كيفية تغييره؟ فنحن نعلم أنّ الناس يموتون جرّاء الإيدز، أو أنّ اللامساواة موجودة في نظامنا المدرسي، أو أنّ البيئة في خطر، ولكن، ما الذي يجب أن نفعله بشأن هذه الأمور؟ ونحو ماذا يجب أن تكون جهودنا المجتمعية موجّهة؟

في الواقع، من أجل الحصول على النتائج الطويلة الأمد، يجب أن نعلم، على وجه التحديد، ما هي الغايات الأقرب التي ستوصلنا إلى هذه النتائج. إذاً، ينبغي أن يكون لدينا غايات متوسّطة الأمد لتقودنا إلى المُخرَجات، أو النتائج، التي نرغب فيها. فإذا أراد طفل إنهاء دراسته الثانوية (غايته طويلة الأمد)، فعليه في الفترة الفاصلة أن يستكمل بنجاح الصفّ الثاني، والثالث، والرابع (وهلمّ جرّا).

إن تَعلُّم كيفية بناء وتطوير هذه الغايات هو ما يتمحور حوله هذا القسم. ففي حين تعلّمتم في القسم الأخير من هذا الفصل، كيفية تطوير رؤية لمنظّمتكم (مثلاً: "عالم خالٍ من الإيدز"، أو "عالم خالٍ من شلل الأطفال")، ورسالتها (مثلاً: "ضمان رعاية بأفضل جودة للمصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب/الإيدز في مجتمعنا المحلّي ووقف الانتشار المتزايد لهذا المرض من خلال مبادرة مجتمعية شاملة.") أما في الصفحات القليلة التالية، فسنبحث في تطوير الأهداف المحدّدة التي ستساعد على تحويل رؤيتكم ورسالتكم إلى واقع.

ما هي الأهداف؟

بعد أن تضع منظّمةٌ رسالتها، تنتقل إلى الخطوة التالية، وهي وضع أهداف محدّدة تركّز على تحقيق هذه الرسالة. الأهداف هي النتائج المحدّدة للمبادرة والقابلة للقياس. فأهداف المنظّمة تصف بالتحديد كم سيتحقّق من "ماذا" و"متى". على سبيل المثال، قد يكون أحد الأهداف المتعدّدة لمبادرةٍ مجتمعية تُعنى بتعزيز الرعاية والاهتمام بالمسنّين على النحو التالي: "بحلول العام 2015 ( متى )، تحقيق زيادة بنسبة 20% ( كم ) في عدد المسنّين الذين يقولون إنّهم على اتّصال يومي بشخص يهتمّ بهم ( ماذا)."

وتكون الأهداف في ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:

  • الأهداف السلوكية: ترمي هذه الأهداف إلى تغيير سلوك الناس (ما يفعلون ويقولون)، ونواتج (أو نتائج) سلوكهم. على سبيل المثال، قد تضع مجموعة تُعنى بتحسين الأحياء السكنية هدفًا يقضي بزيادة كمية التصليحات المنزلية الحاصلة (السلوك)، وعدد المساكن المحسّنة (النتيجة).

  • الأهداف على مستوى المجتمع المحلّي: غالباً ما تأتي هذه الأهداف كنتاج أو نتيجة لتغيّر السلوك لدى الكثير من الناس. وهي تركّز أكثر على المستوى المجتمعي بدلاً من المستوى الفردي. على سبيل المثال، قد تقترح المجموعة نفسها، كهدفٍ على مستوى المجتمع المحلّي، زيادةَ النسبة المئوية للأشخاص الذين يعيشون في مساكن ملائمة في المجتمع المحلّي. (نلاحظ أنّ هذه النتيجة ستشكّل مُخرجاً على مستوى المجتمع المحلّي للتغيير السلوكي لدى الكثير من الناس.)

  • الأهداف العملية: إنّها الأهداف التي توفّر الأساس، أو التطبيق الضروري، لتحقيق أهدافكم الأخرى. على سبيل المثال، قد تعتمد المجموعة خطّة شاملة لتحسين المساكن في الأحياء السكنية. في هذه الحالة، فإنّ اعتماد الخطّة بحدّ ذاته هو هدف.

ومن المهمّ أن نفهم أنّ هذه الأنواع المختلفة من الأهداف ليست متنافية، فمعظم المجموعات تضع أهدافاً من الفئات الثلاث. ويجب استخدام جميع أنواع الأهداف المختلفة كدلالات متوسّطة على تقدّم المنظّمة.

يتميّز أفضل الأهداف بخصائص مشتركة متعدّدة، فهي جميعها:

  • محدّدة: أي أنّها تصف" كم" (مثلاً: 40%) سيتحقّق من "ماذا" (مثلاً: أيّ سلوك عند مَن، أو أيّ مُخرَج)، و"متى" (مثلاً: بحلول العام 2013)؟

  • قابلة للقياس: يمكن جمع المعلومات المتعلّقة بالهدف، أو تقصّيها، أو الحصول عليها من سجلات (أو أن يكون ذلك ممكناً على الأقلّ).

  • يمكن تحقيقها: لا أن تكون الأهداف ممكنة بحدّ ذاتها فحسب، بل إنّ منظّمتكم ستتمكّن على الأرجح من تحقيقها.

  • ذات صلة بالرسالة: تفهم منظّمتكم بوضوح ما هو موقع هذه الأهداف ضمن الرؤية العامة للمجموعة ورسالتها.

  • لها توقيت معيّن: لقد وضعت منظّمتكم مخطّطاً زمنياً (توضَّح الأهداف جزءاً منه) سيجري تحقيق الأهداف وفقاً له.

  • مثيرة للتحدّي. تدفع بالمجموعة إلى السعي نحو تحسينات بارزة يعتبرها أعضاء المجتمع المحلّي مهمّة.

[تنبع هذه الخصائص من الأحرف الأولى من الكلمات الانجليزية: Specific, Measurable, Achievable, Relevant, Timed

ويضاف إليها: Challenging فتصبح: SMART+C ]

لماذا يجب أن نبني الأهداف؟

ثمّة أسباب وجيهة كثيرة تدعو إلى بناء وتطوير أهداف محدّدة لمنظّمتكم، بما في ذلك:

  • إنّ تطوير الأهداف يساعد منظّمتكم على ابتكار طرق محدّدة وممكنة لتنفيذ رسالتكم.

  • قد تُعتبر الأهداف المُنجَزَة بمثابة دلالة لكي تبيّنوا لأعضاء منظّمتكم، وللمموّلين، وللمجتمع المحلّي ككلّ، ما حقّقته مبادرتكم.

  • إنّ بناء الأهداف يساعد منظّمتكم على وضع أولويات لغاياتها.

  • الأهداف تساعد الأفراد ومجموعات العمل على رسم المبادئ التوجيهية ووضع قائمة بالمهام التي يجب القيام بها.

  • الأهداف تعيد التشديد على رسالتكم في جميع مراحل عملية التغيير، ما يساعد على إبقاء عمل أعضاء المنظّمة موجّهاً نحو الغايات طويلة الأمد نفسها.

  • وضع قائمة بالأهداف يمكن أن يخدم في التحقّق من الاكتمال، للتأكّد من أنّ منظّمتكم تواجه المسألة على الجبهات المناسبة كافة.

متى يجب أن نبني الأهداف؟

يجب أن تقوم منظّمتكم المجتمعية ببناء الأهداف عندما:

  • تكون منظّمتكم قد طوّرت (أو عدّلت) رؤيتها ورسالتها، واستعدّت للانتقال إلى الخطوة التالية في عملية التخطيط.

  • يكون محور تركيز منظّمتكم قد تغيّر أو توسّع. على سبيل المثال، قد تكون رسالة منظّمتكم في مجال الرعاية والاهتمام في مرحلة الشيخوخة. ولكنّكم علمتم مؤخّراً بموارد جديدة تؤثر تأثيراً إيجابياً على حياة الأشخاص الذين يتأثرون تأثّراً شديداً بوفاة شخص عزيز. فإذا أرادت منظّمتكم تقديم طلب للحصول على هذه المنحة الجديدة، فستتوسّع من دون شكّ في عملكم الحالي وستتطلّب أهدافاً فيم تطورون خطّة عملكم.

  • تريد المنظّمة معالجة مسألة أو مشكلة مجتمعية، أو بناء خدمة، أو إجراء تغيير مجتمعي يتطلّب:

  • سنوات عدّة حتى يُنجَز: على سبيل المثال، قد تأمل منظّمتكم المعنية بصحّة الطفل في زيادة النسبة المئوية من التلاميذ الذين ينهون الدراسة الثانوية – وهذه مهمّة قد تستغرق سنوات عدّة حتى تُنجَز.

  • تغييراً في سلوك أعداد كبيرة من الناس: على سبيل المثال، قد تحاول منظّمتكم تخفيض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وقد يكون أحد أهدافكم زيادة عدد البالغين الذين يمارسون النشاط الجسدي في مجتمعكم المحلّي.

  • مقاربة متعدّدة الأوجه: على سبيل المثال، عند التعامل مع مشكلة معقّدة كتعاطي مواد الإدمان، فقد يكون على منظّمتكم معالجة مسائل ذات صلة، كالوصول إلى المخدّرات، والخدمات المتوافرة لإعادة تأهيل المدمنين على المخدّرات، والتبعات القانونية المترتّبة على استخدام المخدّرات، وما إلى ذلك، فضلاً عن خفض انتشار تعاطي المخدّرات (خفض معدّل التعاطي أو أعداد املتعاطين).

كيف نبني الأهداف؟

إذاً، بعد أن تكون منظّمتكم قد قرّرت أنّها ترغب في بناء أهدافٍ، ماذا تفعلون لبنائها؟ فلنلقِ نظرة على العملية التي ستساعدكم على تحديد أهدافٍ لمنظّمتكم وتنقيحها.

  1. تحديد الرؤية والرسالة أو إعادة تأكيدهما

إنّ الأمر الأوّل الذي سيكون عليكم القيام به هو مراجعة الرؤية والرسالة اللتين طوّرتهما منظّمتكم. فقبل أن تحدّدوا أهدافكم، يجب أن يكون لديكم "إطار عام" تقع هذه الأهداف ضمنه.

إذا لم تكن مجموعتكم قد طوّرت الرؤية والرسالة بعد، راجعوا الفصل 8، القسم 2: التصريح عن الحلم: تطوير الرؤية والرسالة.

  1. تحديد التغييرات الواجب إحداثها

إنّ الشرط الأساسي لكتابة أهداف واقعية هو معرفة التغييرات التي يجب أن تحصل من أجل إتمام رسالتكم. وثمّة طرق عدّة للقيام بذلك تتضمّن بما في ذلك:

  • البحث عمّا يعتبره الخبراء في مجالكم أفضلَ الطرق لحلّ المشكلة: فلقد طوّر الباحثون، بالنسبة إلى مسائل مجتمعية كثيرة، أفكاراً مفيدة عما يجب أن يحصل من أجل رؤية تقدّم حقيقي. وقد تتوافر هذه المعلومات من خلال المكتبات المحلّية، والانترنت، والمنظمات والوكالات المحلّية والوطنية، والمجموعات الوطنية غير الربحية، ومجموعات البحث الجامعية. مناقشة ما يجب أن يحصل مع خبراء محلّيين: في ما يلي بعض الأشخاص الذين قد ترغبون في التكلّم معهم:

  • أعضاء آخرون في منظّمتكم

  • الخبراء المحلّيون، كأعضاء المنظّمات الأخرى المشابهة، الذين يتمتّعون بخبرة واسعة في المسألة التي تحاولون تغييرها

  • عملاء التغيير، أو الأشخاص الذين تخوّلهم مراكزهم المساهمة في الحلّ. وقد يشمل عملاء التغيير: المعلّمين، وكبار رجال الأعمال، والقادة الدينيين، والسياسيين المحلّيين، وأعضاء المجتمع المحلّي، وأعضاء قطاع الإعلام. (لمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع، يُرجى مراجعة الفصل 18، القسم  3: تحديد أهداف التغيير وعملائه: مَن الذي يمكن أن ينتفع ومَن يمكنه المساعدة؟)

  • أهداف التغيير، أي الأشخاص الذين يختبرون المشكلة أو المسألة يومياً، والأشخاص الذين تساهم أعمالهم في تفاقم المشكلة. فتغيير سلوكهم سيصبح محور أهدافكم. (هنا أيضاً، يمكنكم الحصول على مزيد من المعلومات في الفصل 18، القسم 3: تحديد الأهداف وعملاء التغيير: مَن الذي يمكن أن ينتفع ومَن يمكنه المساعدة؟)

  • مناقشة المتطلّبات اللوجستية لمنظّمتكم لتحقيق النجاح في مخاطبة الاحتياجات المجتمعية: ففي الوقت الذي تبحث فيه منظّمتكم في ما يجب أن يحصل في المجتمع المحلّي لكي تُحلّ المسألة المهمّة بالنسبة إليكم، ينبغي أن تفكّروا أيضاً في ما تتطلّبه منظّمتكم للقيام بذلك. هل تحتاجون إلى خطّة عمل؟ إلى تمويل إضافي؟ إلى المزيد من الموظّفين، أو إلى المزيد من التدريب للعاملين الإضافيين؟ هذه المعلومات ضرورية لتطوير الأهداف العملية التي تكلّمنا عنها سابقاً في هذا القسم.

في هذه المرحلة من عملية التخطيط، لا تحتاجون إلى إجابات قاطعة وسريعة على الأسئلة أعلاه. فكلّ ما يجب أن تطوّروه كجزء من هذه الخطوة، هو قائمة عامة تضم ما يجب أن يحصل لإحداث التغييرات التي تريدون رؤيتها.

على سبيل المثال، ربّما قد قرّرت مجموعتكم اعتماد الرسالة التالية:

"خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين من خلال مبادرة على مستوى المجتمع المحلّي."

في هذه المرحلة من بحثكم (من دون الدخول في التحديدات) قد تكون منظّمتكم قد قرّرت أنّ أهدافكم ستكون مرتكزة على الغايات العامة التالية:

  • بدء برامج الإقلاع عن التدخين

  • بدء برامج الوقاية من التدخين

  • إحداث زيادة في ممارسة التمارين الرياضية

  • خفض حالات السمنة

  • التشجيع على الأنظمة الغذائية الأكثر صحّة

  • زيادة الطبابة الوقائية (مثلاً: المزيد من الفحوصات الطبية للكشف المبكر عن المرض؛ وفَهم أفضل لعلامات الإنذار والأعراض)

  • زيادة الفهم العلمي لمنظّمتكم حيال أسباب أمراض القلب والشرايين وفيزيولوجيتها المرضية

  • تعزيز علاقات منظّمتكم بالمنظّمات الوطنية الملتزمة بالغايات نفسها مثل منظّمتكم

 
  1. جمع بيانات الأساس حول المسائل الواجب مخاطبتها.

بعد أن تكوّن منظّمتكم فكرة عامة عمّا تريد إنجازه، تنتقل إلى الخطوة التالية وهي جمع وتنظيم "بيانات الأساس"  عن المسألة الواجب مخاطبتها. وبيانات الأساس هي المعلومات والأرقام والوقائع التي تعبر عن واقع الحال عند انطلاق المشروع والتي تدلّ على حجم المشكلة؛ فهي تعطي أرقاماً محدّدة حول مدى اتشارها في مجتمعكم المحلّي.

في الواقع، يمكن أن تشير بيانات الأساس إلى وتيرة ظهور مشكلةٍ ما في المجتمع المحلّي (الحالات الجديدة). على سبيل المثال، "في مقاطعة الشمال، تبلغ نسبة الزواج المبكر 75 حالة لكلّ ألف مراهقة." وقد تُظهر مثل هذه البيانات أيضاً تفشّي المشكلة (الحالات الموجودة). على سبيل المثال، "في مقاطعة الشرق قال 35% من الزوجات المراهقات إنّهن لم يستخدمن وسائل منع الحمل في المرّة الأخيرة التي مارسن فيها الجماع."

وقد تقيس بيانات الأساس أيضاً مواقف الناس  حيال مشكلة ما. على سبيل المثال، "65 % من المقيمين في مقاطعة الشمال لا يعتبرون أنّ حمل المراهقات هو مشكلة مهمّة في المجتمع المحلّي."

لماذا يجب جمع بيانات الأساس؟

هذه المعلومات مهمّة لأنّ بيانات الأساس تزوّد منظّمتكم بالأرقام، أي نقاط الانطلاق التي تمكّنكم لاحقاً من أن تقيسوا مدى التقدّم الذي أحرزتموه مقارنةً بها. وليست هذه المعلومات مفيدة لدى طلب مساعدة مالية (أو غيرها) في المراحل الأولى فحسب، بل إنّها قد تساعدكم أيضاً على إظهار ما قامت به منظّمتكم في مراحل لاحقة من عمرها.

إذاً، في مرحلة مبكرة من عمر المنظّمة، يمكنكم أن تثبتوا للمموّلين أنّ هناك فعلاً مشكلة هامة جداً يجب معالجتها في مجتمعكم المحلّي. ("نسبة حمل الأمهات المراهقات في مقاطعة الشمال هي الأكثر ارتفاعاً البلد.") ثمّ عندما تُسألون في مرحلة لاحقة من عمر مبادرتكم المجتمعية: "ماذا فعلتم؟"، سيكون بإمكانكم أن تجيبوا: "منذ تأسيس ائتلافنا، انخفضت نسبة حمل المراهقات في مقاطعة الشمال 35%." في حال لم تجمعوا (أو تحصلوا على) معلومات الأساس، فلن تستطيعوا مقدار إثبات ما فعلتم.

كيف تجمعون هذه المعلومات؟

ثمّة طريقتان أساسيتان لجمع بيانات الأساس:

  • يمكنكم جمع بيانات الأساس التي تعني للمعلومات المتعلّقة بمسائلكم المحدّدة. وتتضمّن طرق جمع هذه المعلومات استخدام المسح، والاستبيان، والاستطلاع، والمقابلات الشخصية.

  • يمكنكم استخدام معلومات سبق أن جُمعت. فقد تتوافر الإحصائيات التي تريدونها في المكتبات العامة، أو السلطات المحلّية، أو وكالات الخدمات الاجتماعية، أو المدارس المحلّية، أو مراكز وزارة الصحّة، لا سيّما إذا كانت منظّمة أخرى قد عملت مسبقاً على مسألة مشابهة في مجتمعكم المحلّي.

لفهم أوفى حول كيفية الحصول على هذه المعلومات، يُرجى مراجعة الفصل 3، القسم 9: تطوير قياسات للسلوك عند خط الأساس.

  1. اتّخاذ قرار واقعي بشأن ما يمكن أن تنجزه منظّمتكم.

بعد أن تعلموا ما تريدون القيام به، وتعرفوا حجم المشكلة بالتحديد، يحين الوقت لمعرفة مقدار ما تستطيع منظّمتكم إنجازه، في رأيكم أنتم. هل لديكم الموارد المطلوبة لبلوغ جميع الغايات التي نظرتم فيها في الخطوة الثانية أعلاه؟ وإلى أيّ مدى ستكونون قادرين على إنجازها؟

من الصعب الإجابة على هذين السؤالين. فليس من السهل على منظّمة جديدة أن تعرف ما يمكن أن تتوقّع حصوله بطريقة منطقية. على سبيل المثال، إذا كنتم تحاولون زيادة معدّلات تحصين الأطفال، هل ستتمكّن منظّمتكم من زيادتها بنسبة 5% في غضون ثلاث سنوات، أو بنسبة 20% في غضون سنة؟ وكيف تتّخذون هذه القرارات؟

لسوء الحظ، لن تجدوا أجابات سهلة. فمنظّمتكم ستحتاج إلى التدقيق في مواردها، والتكلّم مع خبراء لا يعلمون فقط ما هو ممكن، بل ما هو مرجّح أيضاً. على سبيل المثال، قد تسألون أعضاء المنظّمات الأخرى التي قامت بأمور مشابهة، أو الباحثين في مجال موضوعكم، عمّا يعتقدون أنّه منطقي.

لا تنسوا أنّكم تحاولون وضع أهداف يمكن تحقيقها ومثيرة للتحدّي في آن معاً. ومن الصعب إقامة التوازن الصحيح بين هاتين الصفتين، فقد لا تتمكّنون دائماً من التوفيق بينهما بشكل صحيح. ولكنّ البحث والخبرة يجب أن يساعداكم على الاقتراب أكثر فأكثر من هذه الغاية.

  1. وضع الأهداف لمنظّمتكم أو مبادرتكم.

عند أخذ جميع هذه المعلومات بعين الاعتبار، تكون منظّمتكم قد استعدّت لوضع بعض الغايات أو الأهداف قصيرة الأمد التي قد تكون ممكنة ولو أنها ليست سهلة. ولا تنسوا أنّ الأهداف هي نتائج محدّدة قابلة للقياس. فيجب أن يكون من الممكن تتبّع هذه التغييرات في السلوك، وانتائج، والعملية أو السيرورة، وقياسها بحيث يمكن إثبات حصول التغيير.
 

تحذير: كثيراً ما تؤثر وكالة التمويل الأوّلية بوضع أهداف مبادرة أو منظّمة مجتمعية ما، أو التأثير فيها. ولكن، بغضّ النظر عن التأثيرات الخارجية، ينبغي أن تقرّر كلّ مبادرة مجتمعية ما هي المشكلات التي ستتناولها، وما هي الأهداف التي ستحدّد نجاح المنظّمة.

 

ينبغي أن تتضمّن قائمة أهداف منظّمتكم جميع ما يلي:

  • أنواع الأهداف الثلاثة: أهداف تقيس تغيّر السلوك، والمُخرَجات على مستوى المجتمع المحلّي، والأهداف التي تقيس الأجزاء المهمّة في عملية التخطيط.

  • أهداف محدّدة تعلن كم سيتحقّق من ماذا، ومتى. على سبيل المثال، "بحلول العام 2012، ستنخفض نسبة الحمل بين الأمهات المراهقات اللواتي تقل أعمارهنّ عن 17 عاماً 30%."

  • جميع المعايير التي ناقشناها سابقاً في هذا القسم، أيّ أنّها يجب أن تكون محدّدة، وقابلة للقياس، ويمكن تحقيقها، وذات صلة، ولها توقيت معيّن، ومثيرة للتحدّي.

فلنتناول مثالاً إضافياً لبعض الأهداف؛ تأتي هذه الغايات من منظّمة تركّز على الوقاية من إساءة استعمال مواد الإدمان لدى المراهقين.

 

أهداف طوّرتها مبادرة تُعنى بالوقاية من إساءة استعمال مواد الإدمان لدى المراهقين:

  • بحلول العام 2012، سينخفض تعاطي التبغ بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً بنسبة 40%.

  • بحلول العام 2012، سينخفض تعاطي الكحول بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً بنسبة 50%.

  • بحلول العام 2012، سينخفض تعاطي الحشيشة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً بنسبة 70%.

  • بحلول العام 2012، سينخفض تعاطي الكوكايين بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً بنسبة 80%.

 
  1. مراجعة الأهداف التي بنتها المنظّمة.

قبل أن تنتهوا من صياغة أهدافكم، من المنطقي أن يقوم أعضاء منظّمتكم بمراجعتها مرّة أخرى، وقد تطلبون من أشخاص خارج منظّمتكم أن يراجعوها أيضاً. كذلك يمكن أن تطلبوا من أعضاء في منظّمتكم ممن لم يشاركوا في عملية بناء وتطوير الأهداف أن يراجعوا عملكم. وقد ترغبون أيضاً في الاطّلاع على آراء الخبراء المحلّيين، و/أو المستَهدفين وعملاء التغيير، و/أو الأشخاص الذين يقومون بعمل مشابه في مجتمعات محلّية أخرى، لكي يراجعوا ما قد فعلتم. وقد تطلبون من المراجعين أن يعلّقوا على ما يلي:

  • هل يلبّي كلّ هدف من أهدافكم المعايير الستة التي ذكرناها سابقاً؟

  • هل قائمة أهدافكم كاملة؟ أي هل غاب أي هدف مهم عن هذه القائمة؟

  • هل أهدافكم مناسبة؟ هل يثير أيّ هدف منها الجدل؟ إذا كان ذلك صحيحاً، فعلى منظّمتكم أن تقرّر ما إذا كانت مستعدّة لمعالجة المآزق التي قد تنشأ. على سبيل المثال، قد يقرّر برنامج يحاول تخفيض انتشار الإيدز في مجتمع محلّي، أنّ توفير الحقن النظيفة للمدمنين على المخدّرات هو هدف يرغب في السعي إليه؛ ولكنّه قد يسبّب صعوبات لهذه المنظّمة. وهذا لا يعني أنّ على المنظّمة ألا تعتمد هذا الهدف، بل يجب أن يترافق ذلك مع فهم واضح للعواقب.

  1. استخدام أهدافكم لتحديد استراتيجيات المنظّمة.

أخيراً، وبعد أن تتوفر لديكم أهدافكم العامة، تصبحون مستعدّين للخطوة التالية: أي بناء الاستراتيجيات التي ستجعلها ممكنة - وهذا هو موضوع القسم التالي من عدّة العمل المجتمعي. فبعد أن تنتهوا من إعداد أهدافكم، وأن تكون هذه الأهداف مرضية لأعضاء المنظّمة والأشخاص المهمّين خارج مجموعتكم، تصبحون مستعدّين للانتقال إلى الفصل 8، القسم 4: بناء استراتيجيات ناجحة: التخطيط من أجل الفوز.

باختصار

يشكّل بناء وتطوير الأهداف خطوة أساسية في عملية التخطيط. وقد يكون هذا أيضاً جزءاً ممتعاً جداً، لأنّ هذا يمثّل الوقت الذي تبدأ فيه منظّمتكم فعلاً بإعلان ما ستقومون به بالتحديد من أجل تحقيق حلمكم. في القسم التالي حول الاستراتيجيات، سندخل في التفاصيل أكثر فأكثر فيما نناقش الطرق العريضة لتحقيق الأهداف التي وضعتموها (أو حتّى الذهاب أبعد منها).

Contributor 
Jenette Nagy
Stephen B. Fawcett

موارد

Barry, B. W. (1982). Strategic planning workbook for non-profit organizations. St. Paul, MN: Amherst H. Wilder Foundation.

Bryson, J. M. (1988) Strategic planning for public and nonprofit organizations: A guide to strengthening and sustaining organizational achievement. San Francisco: Jossey-Bass Publishers.

Coover, V., et al. Resource manual for a living revolution: a handbook of skills & tools for social change activists. Philadelphia: New Society Publisher, 1985.

Fawcett, S. B., Paine-Andrews, A., Francisco, V., Richter, K. P., Lewis, R. K., Williams, E. L., Harris, K. J., Winter-Green, K., in collaboration with Bradley, B. and Copple, J. (1992). Preventing adolescent substance abuse: an action planning guide for community -based initiatives. Lawrence, KS: Work Group on Health Promotion and Community Development, University of Kansas.

Fawcett, S. B., Paine-Andrews, A., Francisco, V., Richter, K. P., Lewis, R. K., Harris, K. J., Williams, E. L., and Fischer, J. L., in collaboration with Vincent, M. L. and Johnson, C. G. (1992). Preventing adolescent pregnancy: an action planning guide for community-based initiatives. Lawrence, KS: Work Group on Health Promotion and Community Development, University of Kansas.

Kansas Health Foundation. VMOSA: An approach to strategic planning. Wichita, KS: Kansas Health Foundation.

Lord, R. (1989). The non-profit problem solver: a management guide. New York: Praeger Publishers.

Olenick, J. & Olenick, R. (1991). A non-profit organization operating manual: planning for survival and growth. New York: Foundation Center.

Stonich, P. J. (1982). Implementing strategy: making strategy happen. Cambridge: Ballinger Publishing Company.

Unterman, I., & Davis, R. H. (1984). Strategic management of not-for-profit organizations. New York: CBS Educational and Professional Publishing.

Wolff, T. (1990). Managing a non-profit organization. New York: Prentice Hall Press.

 

منظّمات

الجمعية الأميركية للتخطيط

American Planning Association
1776 Massachusetts Ave., N.W.
Washington, DC 20036
(202) 872-0611
FAX: (202) 872-0643